رواية أحلام بسيطه الفصل الأول للكاتبة عائشة أحمد عبد الحميد


 الفصل الاول

الاول 

قمة الخذلان، أن أحفظ عهدكِ، وأصون ودَكِ وأُذكر نفسي بأنني يجب أن أراعي ما بيني وبينك، وفجأة يضيع في لحظةٍ كل شيء( مقتبس) 


يجلس فى الكافيه يحتسى قهوته الساخنه لعله يشعر بالدفئ قليلا يتذكر كل شئ فرحه ووجعه وألمه كل شئ تسببت به هى أعطى لها أفضل ما لديه أعطاها الكثير والكثير لترد جميله لها بكلمات دلفت الى قلبه كرصاصات 

فلاش بااااااك

-أنا مبسوطه أوى يا ياسين أخيرا خلصت من الثانويه وجبت المجموع اللى نفسى فيه وهدخل كليه الطب أنا مش متخيله 

-‏وأنا كمان فرحان نفس فرحتك صدقينى 

-‏أمسكت يدة طبعا الفضل الكبير ليك أنت لولاك مكنتش وصلت للى أنا فيه دلوقتى 

-‏متقوليش كدا الفضل لربنا ثم مجهودك 

-‏ربنا يخليك يا حبيبى 

-‏صحيح يا رينو كنت عايز أتكلم معاكى فى موضوع 

-‏طبعا أتفضل يا روحى 

-‏أنا عايز أخد خطوة فى علاقتنا وأتكلم مع عمى فى موضوعنا 

-‏ظهر التوتر على وجهها وسحبت يدها ر: اى 

-‏هو أى ال أى عايز أخطبك يا ريناد قالها بجديه 

-‏بس مش شايف لسه بدرى يا ياسين يعنى لسه هدخل الجامعه يا دوب 

-‏عادى يا حبيبتى فيها أى 

-‏مش عارفه أدينى فرصه أفكر قالتها وهى تهرب من نظراته 

-‏ تحدث بدهشه: تفكرى فى أى يا ريناد أنا قلت أنك هتفرحى! 

-‏تحدثت بتوتر: طبعا بس يعنى أنا لسه صغيرة ولسه المشوار طويل قدامى و

-‏قاطعها بغيظ: أى هو اللى طويل وبعدين لما نرتبط هيأثر عليكى فى أى 

-‏ أى يا ياسين بتهاجم كدا لى أحنا بنتكلم بهدوء 

-‏هدوء! أتكلم بهدوء أزاى وانتى مش عايزة نتخطب مش عايزة يبقى فى علاقه رسميه بينا 

-‏أنا مقلتش كدا أنا بقول أدينى فرصه بس 

-‏ماشى يا ريناد هديكى فرصه واتمنى تردى عليا فى أقرب وقت يلا عشان نروح 

-‏خلينا ش

-‏قاطعها بغضب يلاااااا 

مرت شهور ينتظر ردها ولكن كانت تتهرب منه دائما متعلله بأسباب وهميه أخذت فرصه للسفر الى خالها لتمكث عدة أسابيع هناك لتعود ولكنه هو أكتفى منها وقرر الانفصال 

-بتتهرب منى لى يا ياسين من لما رجعت وانت بتتهرب منى 

-‏لا أنا مش بتهرب ولا حاجه أنا موجود أهو 

-‏طيب أى رأيك نخرج نتغدى سوا أنهاردة 

-‏أغلق اللاب توب ونظر اليها: لا 

-‏لا أى 

-‏وقف ينظر له أنا بقالى ٣شهور مستنى ردك عليا يا ريناد وانتى كل اللى بتعمليه بتتهربى بس أنا بقه قررت 

-قررت أى 

-ننفصل واعتبرى اللى حصل محصلش ومفيش أى حاجه بينا قالها ببرود 

-‏أى اللى بتقوله ده يا ياسين

-‏اللى سمعتيه 

-‏تحدثت بدموع: لا طبعا أنا بس كنت عايزة ناخد فترة أطول نتعرف على بعض مش قصدى أننا نبعد صدقنى 

-‏نتعرف! أحنا متربيين مع بعض أنتى بنت عمى تتعرفى ازاى مش فاهم؟! 

-‏عارفه يا ياسين بس أنا خايفه أرجوك خلينا زى ما أحنا ونتعرف على بعض أكتر أرجوك أنا بحبك 

-‏نظر لها كثيرا ماشى يا ريناد موافق 

-‏أبتسمت بسعادة ليتركها ويرحل وقفت تنظر له لتجد صديقتها أمامها 

-‏أى يا بنتى فى أى بنادى عليكى من لما دخلت من الباب

-‏أسكتى يا أمينه كنت هموت دلوقتى قالتهاووهى تأخذ نفس طويل وتضع يدها على صدرها 

-‏لى فى أى 

-‏ياسين كان عايز يسبنى 

-‏الله وفيها أى أنتى أصلا مبتحبهوش قالتها امينه بأستغراب 

-‏أيوة مبحبهوش بس أنتى ناسيه أن المجموع اللى جبته دة كان بسببه وهو دكتور وهينفعنى فالكليه كتير 

-‏أنا معرفش أنتى مبتحبهوش ازاى دا واحد ستايل ودكتور ووسيم 

-‏مش مبحبوش بس يعنى أسلوبه بيخنقنى ومتحكم أوى وانا مش عايزة كدا 

-‏يعنى أنتى هتفضلى معاه لحد ما توصلى للى أنتى عايزاه 

-‏أه بالظبط 

كان يستمع لكلماتها من الخلف حينما عاد ليأخذ اللاب توب 

ليعود أدراجه الى الداخل جلس بغرفته يشعر بألم قلبه وكأن قلبه يتمزق بين ضلوعه مرت أيام على هذة الحاله أما هى فقد أنشغلت بتقديم اوراق الجامعه 

على المائدة 

-مالك يا ياسين بقالك كام يوم متغير يا حبيبى ومبتخرجش من أوضتك

-‏مفيش يا ماما بس حاسس أن معنديش طاقه لأى حاجه

-‏تحدث والدها وهو يضع الطعام بفمه انا عندى الحل أخوك أتجوز ومعنديش غيرك انت وخديجه أى رأيك نخطب ليك بنت عمك 

-‏ريناد قالتها تسنيم والدته

-‏لا فريدة أختها ريناد صغيرة لسه

-‏قاطعهم سريعا: لا يا بابا أنا مش عايز أتجوز 

-‏لحد أمته يعنى قالها والدة بحده 

-‏لما أشوف نفسى قادر أخد الخطوة دى هعملها بس أنا مش عايز دلوقتى 

-‏وقف عمار بغضب: وهتشوف نفسك أمته يا ياسين بيه عمك منتظر منك أن تخطب فريدة وانا كمان عايزك تتجوز 

-‏يووووه يا بابا لى بتضغط عليا بس 

-‏أهدوا مش كدا الكلام 

-‏عقلى أبنك يا تسنيم عن أذنكوا 

تركهم ورحل ليرحل هو الاخر الى غرفته 

خادثه تسنيم أخوته ليحادثوه 

-يا عمر مش عايز أتجوز دلوقتى أى الجريمه يعنى 

-‏يا ياسين أنت الكبير يا ياسين وانا نتجوز واصغر منك وبعدين أنت قربت عال30

-‏لكزته خديجه بغضب: 30أى يا حيوان أنت دا يا دوب 28سنه 

-خليه 28مهو أنا أتجوزت 25ومراتى حامل أهى 

-‏طيب روح يا عمر هاتلنا شويه تسالى لان شكل قعدتنا هطول قالتها خديجه بغمزة الى عمر 

-‏بتكرشينى بالزوق مش كدا 

-‏بالظبط 

تركهم ورحل لتنظر لأخيها 

-ياسين قولى يا حبيبى فيك أى بقالك كتير فى أوضتك ومبتخرجش أى اللى فيك أنا هسمعك -‏مفيش يا خديجه بس مخنوق شويه 

-‏ريناد 

-‏نظر لها بأستغراب 

-‏أنا عارفه أنك بتحبها يا ياسين 

-‏طيب لما أنتى عارفه جى تقنعينى أتجوز أختها! 

-‏ومين قال أن أنا جايه أقنعك أنا جايه افوقك ريناد مش أستيلك يا حبيبى هتتعب معاها أوى 

-‏هى أصلا مبتحبنيش

-‏هى بنت فى بدايه حياتها لسه يا ياسين مينفعش ترتبط وترمى نفسها كدا فجأه لسه معاشتش اللى هى عايزاه 

-‏ولى متعشهوش معايا أنا 

-‏مهو أننت قلت أنها مبتحبكش لو كانت بتحبك كانت عاشت معاك متربطش حياتك شوف غيرها أنزل عيادتك أقبل بوظيفه المعيد اللى جاتلك أخرج من قوقعه ريناد اللى دخلتها وقفلت عليك فيها 

-‏أنا عايز أسيب البلد عايز أسافر أغير جو 

-‏عندى الحل قالتها والدته وهى تتدلف وقد أستمعت لحديثه أنت لازم فعلا تسافر تبعد عنها عشان تشوف غيرها نظر لها بصدمه لتكمل انا سمعت كلامك انت واختك وعندى الحل يا ياسين

-حل أى يا ماما 

-‏القريه اللى أتربيت أنا فيها 

-‏غمرة قالتها خديجه بأستغراب

-‏أيوة روح هناك الخضرة والطبيعه هتداوى عليل قلبك صدقنى 

-‏لوحدة يا ماما مينفعش 

-‏وفيها أى أياك صغير هو هديك مفتاح البيت بتاعنا ستك قبل ما تسافر مع خالك عطتهولى وممكن تفتح عيادة هناك كمان تريح أعصابك وترجع وتعيد توازن عقلك وامورك 

-‏اعتقد أن كلام ماما صح أى رأيك يا ياسين

-‏فعلا أنا محتاج أبعد بس لازم أتكلم مع بابا الاول 

-‏طبعا يا حبيبى هو فى الصالون 

-‏طيب أنا هشوفه عشان أجهز حالى عشان أمشى فى أقرب وقت 

ذهب الى والدة 

-ممكن نتكلم يا بابا 

-‏أتفضل أقعد قالها وهو يشير الى الكرسى بجوارة

-‏ أنا أخدت قرار ولازم أعرفك بيه 

-‏قرار أى! 

-‏أنا هسافر فترة نظر له عمار بصدمه ليكمل فى أمور كتير متلغبطه فى حياتى هعيد توازنها وهرجع بأذن واحقق رغبتك بس حاليا أنا مش هقدر أدخل علاقه وأنا متلغبط وعندى تشوش 

-‏يا بنى أنتو أهم عندى من كل حاجه أنا نفسى أشوفك مرتاح ومبسوط شايف اضطرابك وقلت لو فى واحدة فى حياتك هتخفف عليك أعباء الحياه الحياه حلوة بشريك يا ياسين

-‏أن شاء الله يا بابا 


باااااااااك

-انت هنا من أمته قالها ياسين بصدمه وهو ينظر الى نوح صديقه 

-‏تحدث بسخريه من نص ساعه كدا 

-‏بجد ولا بتهزر يا أيوب 

-‏والله جد الجد كمان يشهد الساندوتش دهو قالها وهو يرفع الساندوتش الى فمه كنت سارح فى أى 

-‏فى كل حاجه 

-‏لسه برضوا بتفكر فيها 

-‏دى حتى متأثرتش أن أنا مسافر تخيل 

-‏هتتأثر لى وهى أصلا محبتكش يا ياسين

-‏على رأيك قالها بضحك هتشرب أى

-‏لا أنا جعان هتلنا غدا حلو كدا نودع بعض بيه 

-‏والساندوتش دة أى 

-لا دا بهيئ المعدة بس للى هيدخلها 

-ضحك عاليا ليشير الى الجرسون 

-‏يا أخى متخلينى أسافر معاك أسليك والله

-‏لا يا أيوب أنا عايز أبقى لوحدى وبعدين انت ناسى شغلك 

-‏يعنى شغلى هيبقى أهم منك لا طبعا 

-‏ أنا هبقى مرتاح صدقنى يلا بقه شوف هتتغدى بأى عشان ألحق أتحرك 

-‏__________________

غمرة 

-يوووووه أنا مش الدكتورة أفهموا روحوا المركز يشفلكوا دكتور 

-‏يا بتى أنتى تعرفى كتير ساعدينى ينوبك فينا ثواب 

-‏مقدرش يا خاله بترجاكى أفهمينى روحى المستوصف اللى بالمركز وبيساعدوكى أكيد 

-‏ماشي يا بتى بخاطرك 

-‏ربنا يشفيكوا كلكوا يارب اغلقت باب المنزل بحزن لتحدثها أختها 

-‏ليه يا ريحانه رافضه تساعديهم أنتى تعرفى الكتير ودكتور منذر علمك كتير 

-‏مينفعش يا بشرى ماينفعش مقدرش أساعدهم وبعدين لو حد شم خبر أروح فى داهيه 

-‏الله يسامحه أبوكى لو تركك تروحى الجامعه يلا ربنا يهدى باله أنا هعاود على دارى عايزة حاجه يا قلب أختك

-‏له يا خيتى 

-‏وه وه أنا قلت تحاكينى كيف بنات المركز 

-‏يوه يا بشرة لسه عندك أمل 

-‏هيفضل عندى أمل أن ربنا هيرزقك بواحد ياخدك ويعلمك الطب وتبقى دكتورة قد الدنيا 

-‏يسمع من بقك ربنا يا بشرى

تركتها أختها لتذهب لغرفتها تفتح الكتب التى جلبها لها دكتور منذر هديه عيد ميلادها لتتذكره ببسمه ذاك الطبيب الكهل الذى ساعدها كثيرا لتفر دمعه هاربه من عينيها على حلمها البسيط 

-أنتى يا ريحانه معتسمعيش ياك

-‏خير يا أبا عايز أيه منى 

-‏هعوز أى منك عايز أكل فى طفح ولا لا فينها بنت ال.... اللى متجوزها 

-‏معرفش وينها خرجت من الدار الصبح ومعاودتش 

-‏طيب وكلينى يا بتى حيلى مهدود 

-‏حاضر دقيقتين وهيكون أكلك جاهز 

تحركت سريعا الى المطبح لتحضر لأبيها الاكل وتضعه أمامه 

-مش هتاكلى ولا أى 

-مش جيلى نفس 

-‏وانا مهكلش لقمه من غيرك يلااااا 

-‏جلست بجوارة تاكل ليبتسم برضا ليأكل هو الاخر

دلفت فى تلك الاثناء زوجه أبيها نبيله 

-أيه يا راجل معتسألش على مرتك حتى 

-‏والله مرتى طلعت من بيتى من دون أذنى فمتعاودش عليه تانى أرجعى مكان ما كنتى يا بنت عنتر 

-‏أستنى يا أبا أى اللى بتقوله دة بس 

-‏أسكتى أنتى 

-‏تحدثت نبيله بدموع: أأخس عليك يا حاج بعد العشرة دى عتطردنى من بيتك 

-‏أستنى بس يا خاله أيه يا أبا دة اللى عتحكيه عيب عيب بجد 

-‏عيب كيف يا ريحانه الوليه خرجت من الدار من غير ما تعرفنى 

-‏طيب يا ابه يمكن حاجه مستعجله 

-‏-ايوة زى ما حكت ريحانه بتك والله يا حاج الواد ولدى وقع من عالحمارة ورجله اتكسرت وروحت لشوفه 

-‏عارفه لو كان كدب

-‏لا والله لو معتصدقش بينا على بيت امى تشوفه 

-‏خلاص أنا مهخرجش تانى من الدار لساتى راجع لو متغدتيش أقعدى كلى 

-‏له أكلت عند أمى 

-‏سلامته يا خاله ولدك مين 

-‏فواز يا بتى 

-‏له سلامته من التنطط ليل مع نهار ورا الخريم ربنا عاقبه

-‏وه وه شمتانه ولا أى يا ريحانه

-‏بزيادكى يا ريحانه 

جلسوا يكملوا غدائهم للتتركهم ريحانه وتذهب الى غرفتها 

-تحدثت نبيله الى سليم: برضوا يا سليم محكتش بتك على ولدى 

-‏قلتلك أن البنته مريداش تتجوز دلوقت لساتها صغيرة

-‏وه كيف دة بنتك مخلصه ثانويه البنات اللى من سنها أتجوزوا كلهم 

-‏أنا مخلتهاش تكمل تعليمها يا مرا مش عايز أجبرها أكتر من أكدة 

-‏وه وه كنت عايزها تسافر المحافظه وحديها وبعدين ولدى واخد دبلوم يعنى متعلم زين وهو أولى من غيرة 

-‏هملى الحديت دة وهى اللى مكتوب ليها هياجى هياجى 

-‏يا خوفى تكون عتفكر فى حدا وانت معتتدراش 

-‏أكتمى يا مرا حس عينك تحكى على بنتى أكدة 

-‏وه ما هى أمها عملت

-‏لم تكمل حديثها لينهال عليها بالضرب لتلحقها ريحانه وتبعده عنها بصعوبه فهى مشاحنه كل يوم كل يوم 

مر الوقت ليأذن المغرب لتخرج ريحانه لتذهب لمنزل أختها 

-أيه يا ريحانه لى أخرتى أكدة 

-معلش يا سالم أبويا ونبيله مبيبطلوش خناق مصدقت هدوا وهربت 

-تحدثت بشرى من خلفه: أنت عتحشرى حالك بينهم هملى بوكى يربيها يا ريحانه 

-شفت مرتك شرنيه كيف 

-هتحكيلى يلا نحنا عشان نعاود قبل العشا عشان بوكى ميمسكش فى خناقى أنى هيبقى أنا بدال نبيله

ضحكوا سويا ليتحركوا الى تلك البخيرة التى تعشقها ريحانه وتعشق الجلوس بجوارها لا تنسى أخر مرة زارت فيها البحيرة وهى وحيدة تشكى لها همومها ليهجم عليها بضعه من الشباب لتمسك العصاه وتضربهم جميعا ليمنعها أبيها من الخروج وحدها مرة أخرى لتنقذها بشرى وزوجها بخروجهم معها 

-يعنى يا ريحانه نفسى أفهم كيف كنت هتاجى وحدك أهنه دا أني رجال وربى خايف 

-تحدثت بشرى وهى ممسكه يدة بقوة: ومين سمعك يا خيتى لى متجيش بالنهار ليه بالليل ليه 

-يوه حديدت كل يوم وكل مرة نفس الاجابه بحب الهدوء يا جماعه هدوءها بيخلينى أرتاح نفسيا واستجم واستجمع أفكارى 

-كلام زين بس أنى مهفهمش شي منيه قالتها بشرى بضحك 

-تعرفى يا ريحانه لو كنتى خيتى كنت دفعت دم قلبى لعلمك خسارة 

-النصيب بقه 

-ابويا خايف على وانتو عارفين ليه هو خايف أكدة 

-ماشى يا خيتى بس نحنا مش أمنا مش لازم أمنا تبقى أكدة فأحنا هنبقى أكدة 

-أنا خلاص رضيت بحالى 

-بصحيح نسيت أحكيلك واد فواز ولد مرت أبوكى عيتحايل على أقنعك تتزوجيه

-بلا قرف قادرين نخلص من أمه عشان يكمل علينا هو قالتها ريحانه بضحك بوكى كان من ضمن خناقته مع نبيله الحكى دة فتحته تانى 

-رغم أنى زعلانه من أبويا بسبب علامك الا أن بوى راجل أكدة كيف لهطه القشطه معيتخلاش عنينا أبدا 

-الا بالفلوس قالها سالم بضحك 

ليتشاركوا جميعا الضحك 

جلسوا على الرمال المجاورة للبحيرة يحتضن سالم زوجته ليدفئها أما هى تحركت بعيد عنهم تجلس أمام المياه تنظر لها ودموعها متجمعه بعينيها تتذكر والدتها وما حدث معها منذ 10سنين رغم أنها طفله ولكنها تتذكر كل ما مر 

فلاش باك 

-أى اللى بتقوله يا سليم دة 

-اللى سمعتيه يا رغدة البلد كليتها عتحكى عنيكى الحكى العاطل قالها بغضب 

-وانت يا سليم صدقتهم قالتها بغضب 

-خبرينى يا رغدة وين كنتى البارحه الساعه 2الضهر 

-مخرجتش من البيت أنا 

-كدابه أمى قالت أنك خرجتى 

-نظرة لحماتها أنا يا مرات عمى 

-أيوة ومش أول مرة أنتى عالطول عتخرجى وجوزك مهواش موجود 

-أنا يا مرات عمى! قالتها بصدمه 

-أنا خبرتك يا ولدى بنت البندر معتستحملش عيشتنا 

واديها جبتلك العار يا واد بطنى 

-أمسكها سليم بغضب وجذبها الى الخارج والقى به 

ظلت تصرخ ليفتح لها الباب ولكنه لم يتحرك من مكانه لتذهب منذ ذلك اليوم ولم يروها منذ ذلك الحين أو هذا ما أراد أبيهم أن يعلموه عنه

باااااك

مسحت دمعتها الحارقه تكوى وجنتها وقلبها فى آن واحد نظرة الى أختها التى تتوسط صدر زوجها تبتسم لهم فهذا الفعل لا يتكرر فى بلدهم كانت ترى أبيها وأمها يفعلون هكذا ولكن لم ترى أحد يفعل ذلك او يعبر عن حبه لزوجته كما يفعل زوج أختها 

أستمعت لحديثهم 

-فاكر يا سالم لما وقفت فى وسط القعدة بتاع فرح بنت الغفير لما واحد قال بدو يتجوزنى وقلت محدش هيتجوزها غيرى 

-أيوا ولا العمدة كان راح يجلدنى فيها معيعرفوش أن أنا دايب فيكى من ضفر قدمى لشعر راسى 

-وه وانى كمان كنت عحبك لشوشتى يا واد خاله جليله بتتذكر لما كنت أفضل مستنياك فالشباك لما ترجع من الكليه بالليل متأخر عشان أشوفك وأطمن عليك

-اول ما تلمحينى أطلع عليكى بتقفلى الشباك حد مكنتيش عتبلى ريقى بشوفتك 

- شوق ولا تدوق 

-شوقتينى لحد مخلتينى عاشق يا بشرى 

-لما عرفت أنك هتدخل كليه وهتسافر المحافظه قلبى كان راح يقف كنت عخاف تحب بنت بندريه أهناك زى بوى وتنسانى 

-اللى يحب عنجد مينساش يا بشرى 

-الاخوة الحبيبه خلصتوا ولا لسه العشا أذنت من بدرى 

-ضحكوا بصوت مرتفع: عتغيرى ولا أيه يا ريحانه

-أني. محصلش 

-هملها يا سالم دى قلبها كيف الحجر والله 

-القت عليها ريحانه الحجر اهو الحجر دا اللى هيكسر نفوخك تعالى أهنه أخذوا يركضوا خلف بعضهم تحت ضحكات سالم 

........ 

دلف ياسين الى القريه أخيرا ليمر بجوار البحيرة ليجذب نظرة فتاتان تركضان خلف بعضهم وبجوارهم شاب يضحك ليبتسم بأستغراب فهو يعلم عادات وتقاليد القريه ليتحرك بسيارته ليقف أمام بعض الشباب المتجمع 

-لو سمحتوا بيت الحاج مندور فين 

-وأنت مين يا أخ وعتسأل ليه 

-أنا ياسين أبن الحاجه تسنيم بنت الحاج مندور والحاجه فيروز بس معرفش كتير فالبلد 

-ايوا أنا هركب معاك أعرفك لو معتمانعش يعنى 

-لا طبعا أتفضل 

دلف الشاب بجوارة ليصف الطريق ليقف أمام بيت كبير هبطوا سويا ليخرج الغفير 

-مين أنتو 

-دا حفيد الحاج مندور يا خضرى 

-الدكتور ياسين الحاجه فيروز حاكتنى عنيك 

-أيوة أنا 

-أهلا يا بيه نورتنا أخذ ياسين حقيبته من السيارة ليدلف من الباب الخشبى للحديقه المحاطه بالمنزل فتح ياسين باب المنزل 

-أى التراب دا كله هو مفيش نور كمان 

-اعذرنى يا دكتور بس الست فيروز مسبتش نسخه للمفتاح وقافلين كل حاجه من التيار العمومى ومعرفتش أنضف بس أنا هفتح التيار العمومى وهحاول أوضب أوضه لحضرتك عالسريع 

-طيب بالسرعه بالله عليك يا عم خضر عشان أنا هلكان وبردان

-طيب يا دكتور عيونى أطلع أرتاح بس عالقعدة اللى قدام البيت عشان التراب وأنا بكرة هدور على واحدة تروقلك البيت كله 

-شكرا ليك تحرك الى خارج البيت ينتظر خروج خضرى أخرج هاتفه يرد على رسائل أخوته و والدته ليستمع لصوت ضحك لينظر ليرى نفس الفتاتين ونفس الشخص لمحهم وهم يقفون أمام المنزل المجاور 

-أكتمى يا حزينه أبوكى هيطلع دلوقيت 

-وضعت بشرى يدها على فمها تحاول تكتم ضحكاتها 

-مرتك هتفضحنا 

أستمعوا لصوت والدهم لترفع ريحانه يدها للسماء: الله ياخدك يا بشرى 

-بعيد الشر عنيها قالها سالم بضحك 

-بعيد الشر طبعا أزاحت الباب ليخرج والدها: أتفضل أستلم اللى هيوحصل 

-كيف الحال يا عمى 

-بخير يا ولدى واقفين ليه مدخلتوش 

-له راح نعاود على البيت مرة تانى 

هموا بالرحيل ليقفوا على صوت أمرأه تحمل صغير بيدها وتبكى 

-ساعدينى يا بتى ولدى عيغلى من الحرارة معتنزلش 

-يا خاله أنا معرفش أساعدك سامحينى شوفى عربيه تاخدك للمركز 

-ملقياش يا بتى ساعدينى ولدى هيموت منى 

جذب الحديث أنتباه ياسين ليتحرك سريعا اليها 

-أنا هساعدك ورينى أبنك

-وانت مين أنت قالتها ريحانه بهجوم

-أهدى يا أستاذة هاتى يا حاجه أبنك

-هتشوف أبنها ازاى انت تعرف أى وبعدين أنت شكلك مش من هنا 

-تحدث سالم: أنت مين يا أخ 

-خرج خضرى ليخبرة بأنتهائه ليراه يقف مع سليم اقترب سريعا 

-دا الدكتور ياسين يا سالم يا ولدى حفيد الحاج منذر والست فيروز 

-أرتاحتوا هاتوا بقه الطفل خلينى أشوفه 

ألبوم الرواية

الفصل التالي 

تعليقات